الجمعة، 3 ديسمبر 2010

تجربتي في "لوز اخضر" عبر الجزيرة نت




ملتقى أدبي للشباب
"لوز أخضر" بفلسطين.. تمرد الصامتين

قراءات وجمهور شبابي في أحد لقاءات منتدى "لوز أخضر" (الجزيرة نت)

ميرفت صادق-رام الله

منذ عامين يجد الشاب محمد مجادلة -من مدينة باقة الغربية المحتلة عام 48- متسعا من الصفحات في مجلة "فلسطين الشباب" الشهرية، يكتب "بسخرية" في هموم كثيرة كما يقول "في الحب والسياسة والحرية".

ومؤخرا كان نصه "تخاريف ع الماشي" على طاولة "من لوز أخضر" وبجانبه الشاعر الفلسطيني محمود أبو هشهش يناقش وثلاثة من زملائه، في حضرة جمهور من الضفة والقدس وغزة والشتات، لجوء الفلسطيني إلى صمته بعد أن بات الصوت بلا معنى.

"لوز أخضر" كما يخبّر عنه محمد، "تجربة إبداعية مبتكرة أعطت لكتاباته بعدا جديدا أكثر عمقا ومهنية، ومكنته من الاطلاع عن قرب على آراء القراء، ولكن في الوقت ذاته، الوقوف على تقييم النقاد والأدباء الكبار له".

ويعتبر ملتقى "لوز أخضر" الأدبي حاليا -الذي ينظم في مدينة رام الله بالضفة الغربية- أبرز المحطات الثقافية التي تجمع بين أدباء فلسطينيين شبان وكبار الكتاب والنقاد والشعراء في محاولة لربط المحاولات المبكرة بالخبرات المتخصصة لتنمية ذائقتهم الكتابية.

ويجتمع ملتقى "لوز أخضر" الذي انطلق في مايو/أيار الماضي، مرة في المنتصف من كل شهر بعد صدور مجلة "فلسطين الشباب"، حيث تستضيف مائدته قراءات في بعض نصوصها المنشورة بحضور كتابها.


صابرين عبد الرحمن: نتحرك بلا قيود
التمويل الأجنبي (الجزيرة نت)
خلق حالة نقدية
وعن غاية الملتقى، تقول منسقة الملتقى صابرين عبد الرحمن، إن فكرة "لوز أخضر" جاءت برغبة من مركز خليل السكاكيني الثقافي في محاولة لخلق حالة نقدية للنصوص الشبابية التي يتم نشرها على نطاق واسع محليا وعربيا وعالميا.

وفي القاعة الرئيسية لبيت الأديب والمربي الفلسطيني الكبير خليل السكاكيني يجتمع الشبان رغم تأخر الوقت المناقض لطول الطريق وحواجزها الأمنية، من القدس وحيفا والناصرة ونابلس وجنين، وعبر "الفيديو كونفرنس" من لبنان وسوريا والأردن وأميركا وأوروبا.

"كلهم كانت لهم مشاركات بنصوص نثرية أو شعرية على صفحات مجلة فلسطين الشباب"، كما تقول صابرين، ويضيف محمد مجادلة "هذا الربط الواقعي والافتراضي دفعنا جميعا للدخول في نقاشات عن مشاكلنا وخبراتنا" على اتساع الحدود وامتناعها عنهم.

ويحلم محمد مثل حنين القطب من القدس ونورس شلهوب الفلسطيني في ستراسبورغ، ورائد الوحش من دمشق، وغيرهم العشرات، في العمل على خلق آفاق جديدة لأدب الشباب الفلسطيني تقوم على تحويل النصوص إلى برامج عمل.

يقول محمد في شرح صمته "أنا أؤمن بأن للصمت صوتا مدوِيا، قصدت التخلي عن الثرثرة والانتقال لمرحلة التفكير والعمل"، ثم يضيف "أعتقد أن المواطن العربي وخصوصا الشباب منهم، سئموا الكلام الكثير والخطابات الرنانة الجوفاء، وحان الوقت للعمل".


محمد مجادلة (يسار) في قراءة
ساخرة على مائدة لوز أخضر (الجزيرة نت)
العطاء الأشهى
وملتقى الأدباء الشبان "لوز أخضر" يُذكَر في النفس كلازمة لأغنية فلسطينية معروفة "والله لأزرعك في الدار يا عود اللوز الأخضر، وأروي هالأرض بدمي تتنور فيها وتكبر".

ومنها تقول صابرين عبد الرحمن إن فكرة التسمية استمدت من نضارة الشباب وتجدده وقدرته على العطاء، وتضيف ضاحكة "أن اللوز الأخضر يكون في أشهى مراحله قبل أن يجف".

ولماذا الشباب بالذات؟ تجيب صابرين إن الشباب الفلسطيني منخرط في الحقل الثقافي ولكن ليس بصورة عميقة، خاصة أن الثقافة الفلسطينية باتت محصورة في نخب وتكتلات معينة.

وغالبا لا يتمكن الشباب الفلسطيني من أصحاب الإبداعات والقدرات الكتابية من دخول المشهد الثقافي بفعل غياب المؤسسات التي تحتضن تجاربهم الثقافية دون أجندات يفرضها "شرط التمويل".

ومن هنا، تقول صابرين، جاءت مجلة فلسطين الشباب، ومنها ملتقى لوز أخضر، لفرد مساحات حرة أمام شباب لا تقيده محددات التمويل الأجنبي بعكس الكثير من المؤسسات العاملة في هذا المجال.

وكم يفخر الشبان المشاركون، ومنظمو الملتقى "الأخضر" في أنهم جميعا يتحملون عبء إنجاح الفكرة بتكاليف بسيطة يوفرها المركز المستضيف غالبا، في سبيل تحويله إلى عمل ممتد لا تحده الأماكن –المحتلة– ولا الأزمنة المصادرة من الذاكرة.
المصدر: الجزيرة

http://www.aljazeera.net/NR/exeres/A540CC76-A2B8-4DCB-ADD6-EAE0A9029068.htm